سنذكر كل ما يخص سكري الحمل وسنتعرف على الأسباب والأعراض وكذلك المضاعفات بكل تفصيل
سكري الحمل هو ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي حيث يرتفع سكر الدم عند الحامل التي لم يسبق لها الإصابة بالسكري قبل الحمل عن معدلاته الطبيعية، وعادة تُصاب به الحامل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
يتحكم الجسم في نسبة الجلوكوز بالدم عن طريق هورمون الأنسولين والذي يُفرز من البنكرياس. عندما نتناول الطعام يقوم الجهاز الهضمي بتكسير المواد الغذائية ويتم امتصاصها من الأمعاء الدقيقة وتصل تلك المواد إلى الدم (الجلوكوز). نتيجة لذلك يُفرز الأنسولين من البنكرياس حيث يلعب دور مهماً فهو يرتبط بجزء على سطح الخلية يُسمى المُستقبلات فيعمل كالمفتاح ويقوم بالسماح للجلوكوز بالدخول إلى داخل الخلايا واستخدامه للحصول على الطاقة وبالتالي تقل نسبة الجلوكوز في الدم.
فالأنسولين يتحكم في دخول الجلوكوز الى خلايا الجسم ليمد الجسم بالطاقة اللازمة.
يحدث سكري الحمل بسبب نقص كمية الأنسولين التي يتم إنتاجها من البنكرياس أو وجود مقاومة للأنسولين أي أن كميته مناسبة ولكن مستقبلات الخلية لا تستجيب له فيزيد البنكرياس من كمية الأنسولين أكثر حتى تستطيع المستقبلات الاستجابة ومن ثم السماح للجلوكوز المتراكم في الدم الدخول إلى داخل الخلايا واستخدامه.
في الحمل تُنتج المشيمة العديد من الهرمونات مثل هرمون الأستروجين، البروجسترون التي تزيد من مقاومة الأنسولين وإيقاف عمله وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل يفوق الحد الطبيعي ولكن ليس إلى الحد الذي يسبب السكري، إذ يزيد إفراز الأنسولين من بنكرياس الحامل بمعدل ثلاثة أضعاف ما يفرزه الإنسان الطبيعي لمقاومة تأثير هرمونات المشيمة على مستوى السكر في الدم. وعلى الرغم من ذلك في بعض الحالات يفقد البنكرياس قدرته في التغلب على التأثير الهرموني فيرتفع مستوى سكر الدم وبالتالي إصابة السيدة الحامل بسكري الحمل.
وبمرور أشهر الحمل تضعف الخلايا التي تحمل الجلوكوز إلى الجنين مما يؤدي إلي زيادة تخزين السكر في الخلايا.
أعراض سكري الحمل
أعراض سكري الحمل عديدة فهناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الحامل، وتدل على إصابتها بسكر الحمل مثل:
- شعور الحامل بالعطش بشكل مستمر ومتواصل، وحدوث جفاف في فمها.
- كثرة التبول وخاصة في أوقات الليل.
- التعب والإرهاق الذي يسيطر على جسمها بشكل كامل.
- تشعر المرأة الحامل بأن رؤيتها للأشياء غير واضحة.
- الغثيان والتقيؤ المتكرر.
- تكرار الإصابة بالتهابات الجلد، والبول، والمهبل.
- انخفاض الوزن على الرغم من أن الشهية مفتوحة.
ما هي عوامل الخطر التي تزيد من فرصة حدوث سكري الحمل؟
عوامل الخطر هي بعض الصفات التي إذا تواجدت أثناء الحمل تزيد من فرصة حدوث سكري الحمل
- إذا كانت الحامل تعاني من البدانة أو السمنة فزيادة كتلة وزن الجسم عن 30 أو أعلي تزيد خطر الإصابة بسكري الحمل.
- لإصابة بسكري الحمل في حمل سابق.
- إصابة أحد الوالدين أو أقارب الدرجة الأولى بالسكري مثل إصابة الأب أو الأم أو الأخوة أو الجدة.
- اولادة طفل ذي حجم كبير في مرة سابقة بمعني حوالي 4,3 كيلو جرام.
- إذا كان عمر الحامل فوق 25 سنة.
- إذا كنتي تعاني من زيادة سوائل الجنين.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- إذا تم إنجاب طفل من قبل يعاني من عيب خلقي.
- الإصابة بمتلازمة تكيسات المبيض المتعدد.إن كانت المرأة حامل بتوأم.
- وجود تاريخ سابق بإجهاض متكرر أو ولادة طفل ميت خلال حمل سابق ولم يتم معرفة السبب عندها.
- استخدام الكورتيزون.
- وجود أصول إفريقية أو آسيوية أو أمريكية أو من جزر المحيط الهادئ.
- إذا كان لديك قابلية للإصابة بالسكر بأن تكون لديك مستويات عالية من السكر في الدم، ولكن ليست عالية بما يكفي لتكون مريضة سكر.
المضاعفات الناتجة عن الإصابة بسكري الحمل
المضاعفات الناتتجة عن الإصابة بسكري الحمل بعضها يؤثر على الجنين والبعض الأخر يؤثر على الأم
مضاعفات تُؤثر على الجنين:
- تشوهات خلقية في القلب والدماغ.
- حدوث إجهاض متكرر.
- زيادة وزن الجنين وبالتالي تعسر الولادة.
- قد يعاني الجنين من نقص السكر بالدم بعد الولادة، وقد ينصح الطبيب في هذه الحالة اللجوء إلى محلول الجلوكوز في الوريد حتى يعود مستوي السكر إلي المعدل الطبيعي.
- إصابة الجنين بالصفرا بعد الولادة.
- يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة.
- يعاني الأطفال من زيادة السمنة في مرحلة الشباب.
- ولادة أطفال يعانون من تشوهات خلقية في القلب.
- قد يُصاب الطفل بمتلازمة الضائقة التنفسية
- قد يعاني الجنين أو الطفل من الموت الفجائي.
مضاعفات تُؤثر على الأم الحامل:
- زيادة فرصة الولادة القيصرية ويرجع ذلك إلى حجم الجنين الكبير.
- تكون الأم معرضة للإصابة بسكري الحمل في الحمل القادم، غالباً يختفي سكري الحمل بعد الولادة ويعود مستوى السكر بالدم الى نسبته الطبيعية بعد 6 أسابيع من الولادة
- تزيد فرصة إصابة الأم بالنوع الثاني من السكري بعد الولادة.
- حدوث ارتفاع ضغط الحمل وخطر حدوث تسمم الحمل وهي حالة يرتفع فيها ضغط الدم والبروتين في البول
علاج سكري الحمل
علاج سكري الحمل يمكن أن يتم بتطبيق بعض العادات الصحية مثل:
- تناول الكربوهيدرات الصحية: فالكربوهيدرات الصحية الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن المهمة والتي يتم هضمها ببطء أكثر من غيرها تُساعد في الحفاظ على نسبة السكر في الدم ثابتة مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- تناول طعام الإفطار: مستوى السكر في الدم يكون غير مستقر في ساعات الصباح، لذلك تأكدي من تحقيق التوازن بوجبة الصباح التي يجب أن تشمل البروتين والدهون أيضا. إضافة للبيض، والألبان.
- تناول وجبات صغيرة: تناول الطعام كل ساعتين أو ثلاثة، بكميات قليلة، حتى لا تشعر الحامل بالجوع الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر بشكل كبير، وبالتالي تعرضها للخطر.
- اتباع نظام غذائي صحي: حتى تُحافظ الحامل وزن صحي ومثالي، وتجنّب الزيادة الكبيرة في الوزن، والحصول على صحة جيدة.
- تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك: فالأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لها فوائد عديدة، فهي تُدخل البكتيريا النافعة إلى الأمعاء، وتُحسن التمثيل الغذائي.
- ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية؛ تساعد في توزيع الجلوكوز إلى جميع خلايا الجسم وتمُد الجسم بالنشاط والطاقة وتنظم نسبة السكر في الدم، يمكن القيام ببعض التمارين الرياضية المسموح بها في الحمل مثل المشي.
- الحفاظ على برودة الجسم: فعند ارتفاع درجة حرارة الجسم، يحدث التعرق، فيتركز الدم وهو ما يسبب ارتفاع معدل السكر بالدم.
- تناول خل التفاح: طريقة طبيعية وفعالة لتخفيض مستويات السكر في الدم.
- النوم: الحرص على الحصول على قدر كاف من النوم.
- المتابعة مع الطبيب: إذا لم تستجيب الحامل وظل معدل السكر عالي يلجأ الطبيب إلى الأدوية، قد يحتاج ما يقارب من 10-20% من الحوامل المصابات بسكري الحمل إلى حُقن الإنسولين لضبط مستويات السّكر في الدّم.
